شهيد مصر (الإمام أبو بكر ابن النابلسي )
هو الإمام القدوة العالم المجاهد، أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي، ويعرف بابن النابلسي.
أساتذته :
حدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني وعمر بن محمد بن سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد بن سعد.
طلابه:
روى عنه تمام بن محمد وسمع منه بالرملة وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الدارقطني وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن عمر بن جعفر الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل. (تاريخ دمشق)
رجل لا يخاف في الله لومة لائم :
لما استولى الفاطميون -الروافض -مصر سفكوا دم العلماء وطلبة العلم وكل من خالفهم وكان من بين من خالفهم الإمام ابن النابلسي فخرج إلى دمشق مبتعدا عنهم واكتفاءً لشرهم فقبض عليه بعض عظمائها، وحمل إلى مصر مع ابنه، في جملة الأسرى الذين قبض عليهم في الهزيمة. وكانوا نحو ثلاثمائة فشهروا على الجمال، وأمر بضرب أعناقهم على النيل، ورمي جثثهم به، إلا النابلسي فدعاه إليه فقال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله على سلامتك، قال: الحمد لله على سلامة ديني، وسلامة دنياك.
قال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت:
إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهوديا فسلخه.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه.
قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد، وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول: وهو يسلخ: (كان ذلك في الكتاب مسطورا ) [ الإسراء: 58 ].
خبر استشهاده رحمه الله
وذكر أبو الحسن بن جهضم في كتابه، في صدق فراسة المؤمن. قال: لما قدم أبو الحسن علي بن محمد بن سهل، الرملة. خرج إليه جماعة يتلقونه، ومنهم والد أبي بكر النابلسي، وابنه أبو بكر معه. فلما نظر الشيخ إليه، قال: مرحباً بشهيد مصر. وكان هذا في سنة عشرين، واستشهد في التاريخ المتقدم بعد هذا، بنيف وأربعين سنة. وذكر ابن جهضم: أن قتله كان سنة ثلاث وستين. والأول أصح..(ترتيب المدارك وتقريب المسالك1-358)
...فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم، ولم تزل فيهم بقايا خير، (البداية والنهاية).
من علمه :
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن،إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي لما ظهر المغربي.
يقول عبد الملك الشامي
أن الابتلاء من سنن الأنبياء والصالحين وكما قال صلى الله عليه وسلم" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة" (صحيح الجامع).
وكما قال تعالى:
{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } آل عمران186.
وكثير من علماء المسلمين قد سلكوا هذا الدرب الصعب فمن سعيد بن المسيب إلى سعيد بن جبير إلى الإمام احمد إلى ابن تيمية إلى غيرهم كثير ومن ضمن هذه القافلة الصابرة إمامنا المبتلى أبو بكر النابلسي رحمه الله .
أقول : وكم تبع تلك القافلة من رجال لا يخافون في الله لومة لائم فتراهم تارة يدافعون عن الدين في وجه الروافض وتارة في وجه مدعي خلق القرآن وتارة في وجه متبعي الشهوات من علماء السلاطين و أتباعهم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) من أجل تحكيم شرع الله وفي إرضاء الله فإن يلاقوا من الاذى والمشقة في ذلك الطريق فقد أعد الله لهم عنده جزيل الثواب والأجر العظيم وبشرهم بالنصر والغلبة في الدنيا والجنة والسعادة بالآخرة .
أعده : أبو عبد الله اللداويهو الإمام القدوة العالم المجاهد، أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي، ويعرف بابن النابلسي.
أساتذته :
حدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني وعمر بن محمد بن سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد بن سعد.
طلابه:
روى عنه تمام بن محمد وسمع منه بالرملة وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الدارقطني وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن عمر بن جعفر الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل. (تاريخ دمشق)
رجل لا يخاف في الله لومة لائم :
لما استولى الفاطميون -الروافض -مصر سفكوا دم العلماء وطلبة العلم وكل من خالفهم وكان من بين من خالفهم الإمام ابن النابلسي فخرج إلى دمشق مبتعدا عنهم واكتفاءً لشرهم فقبض عليه بعض عظمائها، وحمل إلى مصر مع ابنه، في جملة الأسرى الذين قبض عليهم في الهزيمة. وكانوا نحو ثلاثمائة فشهروا على الجمال، وأمر بضرب أعناقهم على النيل، ورمي جثثهم به، إلا النابلسي فدعاه إليه فقال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله على سلامتك، قال: الحمد لله على سلامة ديني، وسلامة دنياك.
قال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت:
إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهوديا فسلخه.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه.
قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد، وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول: وهو يسلخ: (كان ذلك في الكتاب مسطورا ) [ الإسراء: 58 ].
خبر استشهاده رحمه الله
وذكر أبو الحسن بن جهضم في كتابه، في صدق فراسة المؤمن. قال: لما قدم أبو الحسن علي بن محمد بن سهل، الرملة. خرج إليه جماعة يتلقونه، ومنهم والد أبي بكر النابلسي، وابنه أبو بكر معه. فلما نظر الشيخ إليه، قال: مرحباً بشهيد مصر. وكان هذا في سنة عشرين، واستشهد في التاريخ المتقدم بعد هذا، بنيف وأربعين سنة. وذكر ابن جهضم: أن قتله كان سنة ثلاث وستين. والأول أصح..(ترتيب المدارك وتقريب المسالك1-358)
...فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم، ولم تزل فيهم بقايا خير، (البداية والنهاية).
من علمه :
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن،إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي لما ظهر المغربي.
يقول عبد الملك الشامي
أن الابتلاء من سنن الأنبياء والصالحين وكما قال صلى الله عليه وسلم" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة" (صحيح الجامع).
وكما قال تعالى:
{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } آل عمران186.
وكثير من علماء المسلمين قد سلكوا هذا الدرب الصعب فمن سعيد بن المسيب إلى سعيد بن جبير إلى الإمام احمد إلى ابن تيمية إلى غيرهم كثير ومن ضمن هذه القافلة الصابرة إمامنا المبتلى أبو بكر النابلسي رحمه الله .
أقول : وكم تبع تلك القافلة من رجال لا يخافون في الله لومة لائم فتراهم تارة يدافعون عن الدين في وجه الروافض وتارة في وجه مدعي خلق القرآن وتارة في وجه متبعي الشهوات من علماء السلاطين و أتباعهم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) من أجل تحكيم شرع الله وفي إرضاء الله فإن يلاقوا من الاذى والمشقة في ذلك الطريق فقد أعد الله لهم عنده جزيل الثواب والأجر العظيم وبشرهم بالنصر والغلبة في الدنيا والجنة والسعادة بالآخرة .