بسم الله الرحمن الرحيم
مروءة ووفاء
مسرحية تربوية من فصل واحد
تأليف
عبد الناصر محمد مغنم
أبوسنان اللداوي
بسم الله الرحمن الرحيم
مروءة ووفاء
***********
مروءة ووفاء
مسرحية تربوية من فصل واحد
تأليف
عبد الناصر محمد مغنم
أبوسنان اللداوي
بسم الله الرحمن الرحيم
مروءة ووفاء
***********
يُرفع الستار
- قصر الوالي وفيه عرشه ، وحوله فرش ووسائد ..
- الوالي يجلس على عرشه في أبّهة وخلفه حارسان يحملان الرماح، بين يديه وزيره .
- بوابة القصر مشرعة .
يدخل الحاجب ..
الحاجب : مولاي الوالي .. مولاي الوالي .. !!
الوالي : ماذا دهاك ويحك ؟
الحاجب : " يشير إلى الخارج " : لقد حضروا يا مولاي .. إنهم جميعاً بالباب.
الوالي : هل قبضوا على القاتل ؟
الحاجب : نعم يا مولاي .. لقد سلم نفسه بنفسه .
الوالي : هذا جيد .. أدخلهم في الحال ..
الحاجب : أمر مولاي ..
يتولى وينادي ..
الحاجب : أيها الشرطي .. ليدخل الجميع ..
يدخل شرطي ومعه أربعة رجال .. أحدهم في حالة رثة ..
الجميع : السلام عليك مولانا الوالي ..
الوالي : وعليكم السلام ورحمة الله ..
يشير إلى الحارسين خلفه ..
الوالي : كبلا القاتل بالأغلال ..
الحارسان : أمر مولاي ..
يهرعان نحوه ويكبلان يديه بالحديد ..
ينظر الوالي إلى أولياء المقتول الثلاثة ..
الوالي : أريد سماع القصة كاملة ..
الأول : يا مولاي .. هذا الرجل قتل أخانا .. لا لذنبٍ إلا أنه قتل جمله ..
الوالي : وكيف قتله ؟
الثاني : قتله بحجر كبير يا مولاي ..
الوالي : وأين حدث هذا ؟
الثالث : في بستان أخينا يا مولاي ..
يلتفت الوالي ناحية القاتل ..
الوالي : وما الذي جعلك تدخل بستانه ..
القاتل : كنت مسافراً يا مولاي ، فأردت أن أستريح تحت ظل شجرة ..
الوالي : ولكن ألا تعلم أن دماء المسلمين حرام ..
القاتل : بلى يا مولاي .. ولكنه قتل جملي الذي لا أملك غيره ، ولا أستطيع السفر بدونه ..
الوالي : وكيف قتله ؟
القاتل : قتله بحجر كبير يا مولاي .
الوالي : وكيف قتلته ؟
القاتل : رميته بحجر ولم أقصد قتله ..
الوالي : ولكنك قتلته !
يطأطئ براسه إلى الأرض ..
يلتفت الوالي ناحية أولياء المقتول ..
الوالي : ماذا تقولون في العفو عنه ..؟!!
أولياء المقتول : ( بصوت واحد) : لا نرضى بغير القصاص .. لا بد من قتل
القاتل يا مولاي ..
يتنهد الوالي ..
الوزير : العفو خير لكم يا قوم ..
أولياء المقتلو : لا نرضى بغير القصاص ..
الوالي : حسناً .. حسناً ..
يلتفت ناحية القاتل ..
الوالي : لا مجال أمامك أيها الرجل .. إنهم يرفضون العفو ..
القاتل : يا مولاي الوالي .. إنني غريب عن هذه البلاد .. ومنقطع عن أهلي .. ولي صبية صغار لا حيلة لهم .. فدعني أرجع إليهم لأصلح من شأنهم ، ثم أقضي بعض الديون عليّ ، وسأعود إليك بعد ثلاثة أيام ..
يطرق الوالي ..
الوالي : بعد ثلاثة أيام ..
القاتل : أرجوك يا مولاي ..
الوالي : ولكن من الذي يضمن لي عودتك ..
القاتل : أعدك يا مولاي ..
الوالي : لا بد من كفيل ..
القاتل : ومن أين آتي به وأنا غريب لا أعرف أحداً ..
الوزير : أنا أكفله يا مولاي ..
الوالي : أنت .. وهل تعرفه ؟
الوزير : كلا يا مولاي .. ولكني أظنه سيفي بوعده ..
الوالي : حسناً .. قبلنا كفالتك ..
يلتفت نحو الحراس ..
الوالي : أطلقوه ..
ينظر إليه ..
الوالي : ولكن تذكر أيها الرجل .. ثلاثة أيام ..
القاتل : أمرك يا مولاي ..
الوالي : لا بد من العودة قبل غروب اليوم الثالث .. وإلا قتلنا كافلك ..
القاتل : حسناً يا مولاي ..
ينطلق مسرعاً ويغيب عن الأنظار ..
يسدل الستار
يفتح الستار ..
- الوالي يروح ويجيء وقد تملكه الوجوم ..
- أولياء المقتول ينظر بعضهم لبعض ..
- الوزير في اطمئنان وهدوء ..
- الحاجب ينظر إلى الأفق ..
- الحراس يقفون ومعهم الرماح ..
- السياف يقف شاهراً سيفه ..
الوالي : أيها الحاجب .. أيها الحاجب ..
الحاجب : أمر مولاي ..
الوالي : ألم يرجع بعد ؟!
الحاجب : كلا يا مولاي ..
أولياء المقتول :
الأول : لا بد من القصاص ..
الثاني : ماذا ستفعل يامولاي إن لم يعد ؟
الثالث : هل ستقتل كافله ..
الحاجب : مولاي .. الشمس تغرب يا مولاي ..
الوالي : ( يلتفت إلى الوزير ) : هل أنت مستعدٌ لتحمل العاقبة ..
الوزير : ( برباطة جأش) : نعم يا مولاي ..
ينظر إلى السياف : أيها السياف .. استعد لتنفيذ الحكم ..
السياف : أمر مولاي ..
يتقدم السياف ليضرب عنق الوزير ..
الحاجب : مولاي .. مولاي .. هناك رجلٌ قادم ..
الوالي : انتظر أيها السياف ..
ينظر في الأفق ..
الوالي : إنه هو .. إنه القاتل ..
يدخل القاتل من بين الجمهور وهو يلهث من التعب ..
القاتل : السلام عليكم ورحمة الله ..
الوالي : وعليك السلام ورحمة الله .. عدت أخيراً .. الحمد لله ..
أولياء المقتول : (صوت واحد ) : القصاص يا مولاي ..
الوالي : ( ينظر إلى القاتل ) : ما الذي جاء بك وقد أفلت من أيدينا ..
القاتل : ( ينظر إلى الوزير ) : عدت لئلا يُقال ذهب أهل الوفاء بالعهد يا مولاي .. ولا أرضى أن يقتل هذا الرجل الطيب بسببي يا مولاي ..
الوالي : ( ينظر إلى الوزير ) : وأنت .. ما الذي جعلك تكفله وأنت لا تعرفه؟
الوزير : رأيت في عينيه الصدق يا مولاي .. ولئلا يقال ذهب أهل المروءة ..
أولياء المقتلو : ( يصرخون بصوت واحد ) :
عفونا عنه .. عفونا عنه ..
الوالي : ( يتهلل فرحاً ) :
وما الذي جعلكم تعفون عنه وقد أبيتم ذلك من قبل ..
الأول : العفو فضيلة يا مولاي ..
الثاني : لوفائه بوعده يا مولاي ..
الثالث : لئلا يقال : ذهب أهل العفو يا مولاي ..
الوالي : بارك الله فيكم جميعاً .. إنكم أدخلتم السرور على قلبي .. إنها مكارم الأخلاق .. إنها مكارم الأخلاق ..
( تمت )